البرادعي في مصر رجل الاشتراكات الرئاسية؟

أداة العولمة (البرادعي) يشق طريقه إلى الرئاسة

بقلم : توني كارتلوتشي

محمد البرادعي: يعمل حاليا في مركز أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة - مجموعة الأزمات الدولية - جنباً إلى جنب مع جورج سوروس و زبيغنيو بريزينيسكي



أعلن محمد البرادعي مؤخرا أنه سوف يتم ترشيح نفسه للرئاسة في خطوة ينبغي أن لا تكون مفاجئة لأي أحد. فمنذ سنة تقريبا و

وسائل الإعلام المملوكة ملكية الشركات تقوم بدعم البرادعي، و تصوره بأنه الأمل الكبير لمصر. مجلة الشؤون الخارجية، في آذار/مارس 2010، طبعت في أحد المجلات مقال تحت عنوان : هل البرادعي هو بطل مصر؟


مع رحيل مبارك عن الساحة فإن السيرك الإعلامي رحل و لكن استحواذ العولمة على مصر لازال في مرحلة التسخين. أمين الولايات المتحدة البرادعي لمجموعة الأزمات الدولية مكث سنة يبحث طريقته في السياسة المصرية، فإن الولايات المتحدة هبطت في القاهرة ليس في بداية الاضطرابات الأخيرة، ولكن منذ فبراير عام 2010. وقد قوبل بوزارة الخارجية الأمريكية و بتدريب ودعم حركة شباب 6 أبريل و مدير جوجل التنفيذي وائل غنيم و خلال العام الماضي تحالفوا جميعاً لدعمه في انتخابات نوفمبر عام 2010 و أسسوا الجمعية الوطنية للتغيير و جهزوا المظاهرات التي يريدها النظام العالمي الجديد منذ 2008 على الأقل


بينما يدعي البرادعي المعارضة تجاه السياسة الخارجية الأميركية، فإنه أمين عام لجلسة هذه السياسات بجوار عدد من الرجال الذين يدينون بالولاء لهذه السياسات



و يالرغم من أن العديد لا يصدق دعم الولايات المتحدة لقوى المعارضة طوال الوقت و يعتبرون أن استياء الأوضاع هو السبب في بداية المظاهرات إلا أن المقال في مجلة الشئون الخارجية بعنوان : هل البرادعي بطل مصر؟ في مارس 2010 يشرح ذلك جيداً


علاوة على ذلك، فإن علاقة مصر الوثيقة مع الولايات المتحدة أصبحت عاملاً حرجاً و سلبياً في السياسة المصرية. واستخدمت المعارضة هذه النقاط لنزع شرعية النظام، في حين شرعت الحكومة في عرض مشاعر المعاداة للولايات المتحدة لحماية نفسها من هذه الرسوم


إذا كان للبرادعي فعلا فرصة معقولة لتشجيع الإصلاح السياسي في مصر، فإن واضعي السياسات الأمريكية سوف يخدمون قضيته بعدم التصرف بقوة. و تقديم البرادعي كرئيس لوكالة الطاقة الذرية فقط لخدمة مصالح الولايات المتحدة الآن


مع رحيل الرئيس المصري حسني مبارك، فإن الولايات المتحدة الآن تعترف بلا حرج عن دعمهم للمعارضة، و اعترفت هيلاري كلينتون مؤخراً عن دعمها للمظاهرات في مصر و تونس و ما بعد ذلك وتعد الولايات المتحدة الآن لتمويل جماعات المعارضة المصرية تمهيدا للانتخابات التشريعية القادمة في حين يقوم جورج سوروس و "المحافظين الجدد" معبأة "هيئة/التبرعات الوطنية" للديمقراطية بتمويل المنظمات المصرية لصياغة الدستور المصري الجديد


الجهود التي بذلت مؤخرا لتعديل الدستور المصري الحالي تسقط مسطحة مع المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، بما في ذلك الممولة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان التي تود أن ترى الدستور بأكمله خردة.و تقول تقارير "واشنطن بوست": "الدستور كما نعلم الآن سقطت شرعيته". قال غدار شارباندير، أحد أعضاء مجلس إدارة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان. أننا نعتبر هذا الدستور غير صالح. ولذلك لا يوجد سبب لتعديله بل يحتاج إعادة كتابة كاملة


والواقع أن هذه "الثورة" لم تكن أبداً حول إزالة ديكتاتور أو إصلاح مصر، بل كانت نحو محو حضارة بأكملها واستبدالها بنموذج متجانس من المجتمع المدني العالمي، الذي بدوره سوف يتفاعل مع مختلف المؤسسات العالمية. ومن المفهوم أن المعارضة يمكن ألا تفلت بهذه الواجهة السيئة لوقت طويل


و يحذر البرادعي من الثورة المضادة و يقترح بلا ديمقراطية بأن التعديلات الدستورية للمعارضة و خارطة الطريق هي الوحيدة التي ستؤدي إلى الديمقراطية في مصر. و يقترح أيضاً ضرورة القبض على و محاكمة الاحزاب السياسية من نظام مبارك و كذلك أي معارضة للبرادعي ستسمى النظام السابق و ستعامل بنفس معاملة نظام مبارك - بمنتهى البعد عن الديمقراطية


هذا القدر من "الربيع العربي". فتح فصلاً جديداً في الطاعة الذليلة إلى الغرب و المصير الذي سيواجهه المصريون في السنوات الثلاثين المقبلة ستكون تبع نظام البرادعي وتدفق متواصل من [ستووج] فيكلس، و سيتوالى اتباع نظامه فيما بعده من الأنظمة