مع خروج البرادعي ، ممدوح حمزة الآن في صفوف الإمبرياليين
البرادعي يصنف من قبل حلفاؤه على أنه عميل للغرب
بقلم : توني كارتلوشي
بتاريخ : 1 ديسمبر 2011
الآن بعد سنة تقريباً من الربيع العربي المهندس أمريكياً يبدو أن زعيم المعارضة محمد البرادعي قد أصبح بلا فائدة بصورة أسرع من المتوقع. فطبقاً لجريدة المصري اليوم ذكر ممدوح حمزة من الجمعية الوطنية للتغيير أن البرادعي له علاقات مع منظمات صهيونية و هو عضو في مجلس أمناء مجموعة الأزمات الدولية التي يمولها جورج سوروس. البرادعي الذي ظلت هذه الاتهامات (الحقيقية) تواجهه في الشهور الماضية يبدو أنه يواجه الآن هذه الاتهامات من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير نفسها.
ممدوح حمزة تعاون مع البرادعي في زعزعة استقرار مصر الممنهج أمريكياً في يناير 2011 ربما لإزاحة البرادعي من الصورة العامة أخيراً صرح ممدوح حمزة أن البرادعي عضو في مجموعة الأزمات الدولية لجورج سوروس و اتهمه بأن له علاقات قوية مع منظمات صهيونية، و لكن حمزة نفسه شبيه للبرادعي في علاقاته المشبوهة و ربما أكثر منه !!
التكهنات حول اتهامات حمزة الأخيرة تركز على دوره البارز في مساعدة البرادعي لزعزعة استقرار مصر و الآن غالباً يحدث نوع من إعادة الهيكلة داخل الجمعية الوطنية للتغيير. مصادر الأخبار تؤكد دور حمزة في تسهيل الاحتجاجات حيث قدم الدعم اللوجيستيكي للمتظاهرين بالإضافة لدوره القيادي. و كذلك شارك حركة 6 أبريل في ميدان التحرير في عدة احتجاجات و مناسبات و شارك في الأحداث مع وائل غنيم الذي يعمل في جوجل. تورطه مع حركة 6 أبريل المدربة و الممولة من الخارج تعود إلى فبراير 2011 على الأقل.
بعد البحث خلف حمزة، تم العثور على معلومات مذهلة. في 2003 بناء على دعوة من ملكة إنجلترا سافر حمزة إلى لندن في “استقبال خاص” ثم قبل الحفل وُضع تحت الإقامة الجبرية لاتهامه في التخطيط لاغتيال عدد 4 من كبار المسئولين في الحكومة المصرية. تبين لاحقاً أن عملية الاغتيال هذه كان سيقوم بها عميل للمخابرات البريطانية في “عملية اللدغة” و تمت محاكمة حمزة و تبرئته أخيراً في 2006. كلا المخابرات البريطانية MI5 و مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI خبراء في إفساد السمعة و ربما في تلك المرحلة أصبح حمزة متعاون خطر مع الأجانب.
حمزة و شركته : Hamza Associates للهندسة لهم جذور عميقة في مصالح الحكومات البريطانية و كذلك شريك رئيسي في جلب شركات وول ستريت و لندن و منظمات المجتمع المدني الغير حكومية - شبكة الإمبريالية اليومية الحديثة.
علاقات حمزة بمصالح الشركات التجارية العالمية:
حمزة مسجل كعضو في الجمعية المصرية البريطانية للأعمال (BEBA) و شركته أيضاً مسجلة. بالطبع تحتوي رابطة الجمعية المصرية البريطانية للأعمال على استثمارات لندن في مصر و يشمل ذلك : بنك HSBC و شركة شيل و بنك باركليز و شركة البترول البريطانية و هيس و SYGENTA و فاينانشيال تايمز و بنك ستاندرد و شركة يونيليفر و فودافون و شركة جالاكسو سميث للأدوية و السويسري للإئتمان و G4S للتعاقد مع الأمن بينما يضم مجلس أمناء BEBA السفير البريطاني الحالي في مصر دومينيك أسكويث و مدراء الشركات من كلا مصر و بريطانيا.
حمزة على الأقل عضو في جميعة رجال الأعمال BEBA و الذين لعبوا دورا بارزاً في الاضطرابات المدعومة من الخارج يؤكد ذلك ما ذكره دومينيك أسكويث في التقرير السنوي BEBA 2011 :
“هذه لحظات تاريخية أن تكون جزءا منها هو امتياز. انتفضت مصر في وقت مبكر و لكن العواقب ستحتاج مزيد من الوقت للعمل من خلالها لأن رئيس الوزراء الثالث و فريقه عليهم بتشكيل سياستهم و سينضم إليهم وزير رابع قبل نهاية العام.
آلام ولادة الديمقراطية المؤلمة شعر بها الاقتصاد المصري حيث تبلغ توقعات الاقتصاديين أن يكون النمو الإجمالي للسنة المالية 2011 حوالي 3% بدلاً من 5.7% الذي كان متوقعاً قبل الأحداث.
الحكومة الانتقالية ركزت على ضرورة الإسراع في الإصلاحات الاقتصادية و التصدي للفساد و اهدار المال العام و زيادة تحسين المناخ الاقتصادي للاستثمار الخارجي .. إذاً فهناك جانب مضئ لكل سحابة. !!"
أسكويث سوف ينتقل بعد ذلك إلى إعداد إمكانات هائلة في استغلال و استثمار 80 مليون سوق محلي في مصر و ختم بقوله : "يتم عقد السلع البريطانية و الخدمات في مصر و تحظى المملكة البريطانية بسمعة جيدة في السوق"ْ.
و قد يتغير ذلك و لكن ينبغي أن يعرف المصريين أكثر من أي وقت مضى كيف يقوم هؤلاء الذين يستثمرون في بلادهم بزعزعة الاستقرار و ملئ شوارع البلاد بالاضطرابات و الفوضى لمصالحهم الاقتصادية في حين تتواجد هذه النخبة في مكاتبهم مع المتآمرين لحصد الثمار.
علاقة حمزة بمنظمات المجتمع المدني :
تكتل شركات حمزة و شركاه يبدو أنها تسهل أيضاً زحف وول ستريت و لندن و منظمات المجتمع المدني إلى مصر. حمزة على القائمة بعد بروكتر و جامبل و الوكالة الأمريكية للتنمية و فودافون و المفوضية الأوروبية كشركاء في دعم "المجلس القومي للأمومة و الطفولة" و يجلس حمزة أيضاً كداعم لمبادرة اليونيسيف لتعليم البنات.
بينما تبدو هذه المنظمات ذات فعاليات طيبة. و تمتلئ مواقعهم على الانترنت بصور لأطفال مبتسمين مستمتعين بمدارسهم الجديدة التي تمولها الأمم المتحدة و لكنها تمثل في الحقيقة اختراق للسيادة الدولية و الفردية كمنظمات غير حكومية غير منتخبة من الشعب تقوم بتنظيم المجتمعات و التحكم فيها و هي ذات تمويلات دولية تضم قيادتها شخصيات و أجندات مشبوهة.
بالانتقال إلى المجتمع المصري فإن الأمر يعود إلى الشعب و قيادته المحلية و الوطنية في تقرير المصير و تحديد ماهية حقوقهم بموجب قوانين خاصة بهم و كيف ينظمون أسرهم و كيف يعتنون بأبنائهم و كيف يربونهم و يعلمونهم بالإضافة إلى حل المشاكل الاجتماعية الأخرى.
حمزة ينتقل إلى القيادة :
بوضوح تام في حين أن محمد البرادعي يتم تقديمه كخطر و أنه دمية للغرب فإن ممدوح حمزة خليفته المحتمل الذي كشف ذلك يخفي عملية أوسع و أفضل للقيام فعلاً بزعزعة الاستقرار لقيادة و بناء استثمارات وول ستريت و لندن في رماد الربيع العربي الذي ساعد حمزة في نضوجه.
في حين أنه ليس واضح لماذا قام حمزة بالانقلاب على البرادعي فإن التفسير المحتمل يتضمن النظرة السلبية المستمرة من المجتمع المصري للبرادعي فربما يعتبر ذلك نقاط في صالح حمزة حيث أنه فضح العميل البرادعي.
فمن خلال استغلال حمزة لكارت العميل الصهيوني و وقعها في نفوس المتظاهرين فربما يتوقع أنه و أنصاره في الخارج قد نجحوا في نيل بعض الثقة من أتباعهم بينما فشل البرادعي في ذلك.
على كل حال يبدو أن قيادة الجمعية الوطنية للتغيير بالكامل مدعومة من الغرب كل شخص فيهم أسوأ من الآخر. إلى جانب وجود و دعم الولايات المتحدة لحركة 6 أبريل فإنهم جميعاً مستعدين لقيادة مصر إلى مستقبل مؤسف.